دوالي الساقين من المشاكل الصحية الشائعة الحدوث وخاصة للسيدات وذلك تبعًا لأحدث الاحصائيات، والدوالي من الممكن أن تصيب أي أوردة في الجسم ولكنها شائعة بشكل كبير في الساقين وذلك لأن المشي والوقوف لساعات طويلة يضغط بشكل كبير على أوردة الجزء السفلي من الجسم، وتكمن خطورته دوالي الساقين في أنها من المُنغصات الحقيقية لحركة الإنسان لما تتسبب فيه من آلام وعدم ارتياح كما يمكن أن تتسبب في تعقيدات ومشاكل أكثر خطورة إذا لم يتم التعامل معها بشكل جدي، حيث لابد من الذهاب فورًا للطبيب في حالات دوالي الساقين التي تعوق الحركة أو تُسبب الآلام وخاصة أن العلم الحديث أوجد طرق علاجية بسيطة للتخلص من دوالى الساقين دون جراحة وذلك بتقنية الأشعة التداخلية التي تُمكن المريض القيام بالعملية والسير على قدميه في ذات الوقت وممارسة حياته الطبيعية، ولذلك من خلال هذا المقال سنتعرف على كل ما يتعلق بدوالي الساقين وأعراضها وأسبابها والأهم دور الأشعة التداخلية في علاج دوالي الساقين ومميزات اتباع تلك الطريقة.

ما هي دوالي الساقين وأنواعها ؟

الدوالي بشكل عام هي مشكلة تصيب الأوردة عندما تكون متقرنّة ومتوسعة، ومن الممكن أن تكون من النوع البسيط الذي لا يشكل للبعض أكثر من أنها مشكلة تجميلية.

وممكن أن تكون من النوع الحاد والخطير، والتي تُسبب أوجاعًا حادة والشعور بعدم الإرتياح، ويُمكن أن يترتب عليه إصابة الشخص بأمراض خطيرة متعلقة بالأوعية الدموية.

دوالى الساقين عبارة عن أوردة مُتمددة لضعفها أو إصابتها بارتجاع الصمامات بين الأوردة السطحية والأوردة العميقة، الأمر الذي يترتب عليه سير الدم في الاتجاه العكسي.

حيث من المُفترض أن يسير الدم من أسفل إلى أعلى في اتجاه القلب، ولكن في وجود خلل في صمامات تلك الأوردة المصابة يسير الدم من أعلى لأسفل مُسببًا الدوالي.

أنواع دوالى الساقين ثلاثة، أولها الأوردة العنكبوتية والتي يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 3 ملليمتر وهذا النوع يمكن رؤيته بسهولة حيث تظهر فوق الأنسجة الدهنية في الطبقة السطحية من الجلد.

والدوالي العنكبوتية تلك في الغالب لا تُسبب أي مشكلة صحية لصاحبها، ولكن تكمن مشكلتها إلا في الجانب الجمالي فقط.

النوع الثاني الأوردة الصافنة، وهي إما تُصيب الأوردة الصافنة الموجودة والممتدة من كاحل القدم مرورًا بالركبة وصولًا إلى الفخذ، وهذا النوع يكون عميقًا ويصعب رؤيته.

النوع الثالث من دوالي الساقين هو التفرعات الجانبية، وسميت بهذا الإسم لأنها تظهر في التفرعات الجانبية من الأوردة الصافنة، وتظهر في صورة أوعية دموية ملتوية داخل النسيج الدهني.

أعراض دوالي الساقين وأسباب ظهورها

الدوالي كما ذكرنا من الممكن رؤيتها بسهولة على سطح الجلد وهي عبارة عن أوردة ملونة بالأزرق أو الأحمر مُتخذة الشكل العنكبوتي، ومن الممكن أن تكون مدفونة وغير مرئية.

ولكن في الغالب نجد أن لدوالى الساقين الكثير من الأعراض أبرزها:

  1. تشوهات في شكل الساقين، نتيجة تغير لون الجلد وذلك لترسب الحديد الموجود في خلايا الدم المتراكمة في الجلد.
  2. الشعور بالآلام في الساق المُصابة بالدوالي.
  3. عند الرجال قد يشعرون بارتفاع درجة حرارة الجلد مع الشعور بالوخز.
  4. في حال إهمال علاج الدوالي، قد تظهر تقرحات شديدة مع الشعور بالوخز والحُرقة.
  5. في بعض الحالات قد ينتج عنها قصور في الدورة الدموية للساق.
  6. وجود تقرحات في الجلد بالقرب من الكاحل، وهذا من الأعراض الخطيرة التي لابد معها الذهاب للطبيب فورًا.

لفهم أسباب وجود دوالى الساقين لابد من إدراك الآتي :

الأوعية الدموية تتكون من مكونان رئيسيان الشرايين والأوردة، الشرايين دورها عبارة عن نقل الدم من القلب إلى باقي أنسجة الجسم.

والأوردة دورها يقتصر على إعادة الدم من كافة أنسجة الجسم إلى القلب، لإعادة ضخه مرة أخرى وتكتمل الدورة الدموية بصورة سليمة.

وبالتالي تعمل أوردة الساق ضد الجاذبية لضخ الدم لأعلى، والتقلصات الموجودة في عضلات القسم السفلي من الساق تعمل بمثابة المضخات التي تقوم بهذا الدور.

كذلك أوردة الساق مُزودة بجدران لينة تساعد الدم في الرجوع للقلب، كما يوجد بها صمامات صغيرة تنفتح لدفع الدم إلى القلب وتُغلق لمنع رجوعه مرة أخرى.

دوالى الساقين تحدث نتيجة وجود ضعف في أوردة الساقين أو خلل في الصمامات الموجودة بها لعدة أسباب أبرزها :

1- العمر: حيث وجدت الدراسات أن تقدم العمر لدى الانسان يؤثر على كفاءة الأوردة وليونتها وبالتالي تتمدد والصمامات بها تُصبح أضعف.

وهو الأمر الذي يترتب عليه رجوع الدم إلى الوراء وتجمعه في الأوردة فيسبب اتساعها مكونًا الدوالي، وسبب ظهورها باللون الأزرق لأنها تحتوي على دم يفتقر للأكسجين.

2- الحمل: قد يكون من أسباب ظهور دوالي الساقين كذلك، وذلك نتيجة أن الحمل يُزيد من كمية الدم في الجسم ولكن في ذات الوقت تقليل تدفقه من الساقين للحوض.

وهدف ذلك هو دعم الجنين المتنامي داخل رحم الأم، ولكن كعرض جانبي لذلك مع الأسف تحدث دوالي الساقين ويمكن أن تتفاقم بشكل كبير مع الأشهر الأخيرة من الحمل.

نتيجة ضغط وزن الرحم والجنين على أوردة الساقين وكذلك قد يكون السبب في ظهور دوالي الساقين للحامل التغيرات الهرمونية، ولكن الخبر السعيد أن تلك الدوالي تختفي عادة دون تدخل طبي خلال 3 أشهر من الولادة.

3- الجنس: كما ذكرنا الاحصائيات وجدت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالدوالي بنسبة أكبر من الرجال، وذلك بسبب الحمل أو الدخول في سن اليأس.

كما وُجد أن الهرمونات الأنثوية تلعب دورًا هامًا في ارتخاء جدران الأوردة، وكذلك تناول حبوب منع الحمل أو الأدوية المُحتوية على الهرمونات البديلة، تُزيد كذلك من احتمالية تكون الدوالي.

4- أسباب أخرى: مثل العوامل الوراثية وكذلك مرض السمنة حيث يضغط الوزن الزائد بشكل كبير على الأوردة، وكذلك الوقوف لفترات طويلة.

تشخيص دوالي الساقين وعلاجها بالأشعة التداخلية

تشخيص دوالي الساقين يتم في الغالب بالفحص السريري للمريض، وكذلك مراقبتها في حالة الوقوف لملاحظة في حال كان هناك تورم.

وكذلك يستفسر الطبيب عن الآلام في الساقين ودرجتها ومكانها، ويُمكن أن تستعدي الحاجة إلى إجراء فحص بالموجات الفوق صوتية.

حيث يساعد هذا الفحص الطبيب في معرفة كفاءة عمل الصمامات في الأوردة وهل هناك دليل على وجود تجلط إلخ من الأمور التي تساعد الطبيب في تشخيص الحالة بدقة.

أما عن طرق علاج دوالي الساقين بتقنيات الأشعة التداخلية فهي كالآتي :

أحدث ما تصل له العلم في تقنيات الأشعة التداخلية لعلاج دوالي الساقين هو استخدام تقنية الليزر، حيث حققت نتائج أكثر ممتازة خلال السنوات الماضية.

من خلال تقنية الليزر لعلاج دوالي الساقين يتم حقن مُخدر موضعي تحت الجلد على طول الأوردة المُصابة، ومن خلال فتحة صغيرة لا تتعدى 3 ملليمتر، يتم إدخال قسرة الليزر.

قسطرة الليزر يتم إدخالها في الوريد المُصاب لتصل إلى ما قبل اتصاله بالأوردة العميقة أعلى الفخذ، ثم يتم تشغيل اللرزر وسحب القسطرة من أسفل لأعلي لغلق الوريد والدوالي المتصلة به.

ثم يتم سحب القسطرة من ذات الفتحة التي دخلت منها، تلك الخطوات تتم بشكل كامل تحت متابعة مستمرة باستخدام جهاز الموجات الفوق الصوتية.

بعد ذلك تكون العملية انتهت، ليرتدي المريض شرابًا طبيًا بطول الساق المُصابة وذلك لغلق الأوردة المُصابة، وتجنب حدوث أي التهابات بعد عملية العلاج بالليزر.

المريض بعد تلك العملية يمكنه السير على قدميه مباشرة وممارسة حياته بشكل طبيعي دون حدوث أي مضاعفات أو حدوث شِق جراحي مثلما يحدث في الجراحات التقليدية. ولمعرفة المزيد عن طرق علاج دوالي الساقين.