تضخم البروستاتا هى حديثنا اليوم وهي عبارة عن مشكلة صحية شائعة بين معشر الرجال وخاصة بعد سن الخمسين، حيث وجدت الدراسات أن رجل من كل ثلاث رجال يصاب بتضخم البروستاتا في تلك المرحلة العمرية، ولأهمية البروستاتا ودورها الحيوي في الخصوبة والإنجاب للرجل لابد من التعامل مع أي مشكلة تواجهها بمنتهى السرعة والجدية، لذلك ومن خلال هذا المقال سنأخذك في جولة للتعرف على البروستاتا وأهميتها وأسباب حدوث تضخم البروستاتا والمضاعفات الناتجة عنه، وأهم شئ طرق علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية وكيف أنها أصبحت بديلًا عن الطرق الجراحية التقليدية.

ما أهمية البروستاتا في جسم الانسان ؟

البروستاتا عضو هام جدًا للرجل لما تلعبه من دورًا هامًا في عملية التناسل وخصوبة الرجل، وذلك لأن البروستاتا تقوم بأكثر من وظيفة.

الوظيفة الأولى أن البروستاتا هي المسئولة عن إفراز السائل المنوي الذي تتغذي عليه وتسبح فيه الحيوانات المنوية لتستطيع العيش.

الوظيفة الثانية للبروستاتا والتي لا تقل عن الأولى أهمية، أن البروستاتا خلال العملية الجنسية تقوم بإفراز سائل يُخفف من لزوجة السائل المنوي وذلك لتسهيل حركة الحيوانات المنوية لتصل إلى البويضة لتخصيبها وبالتالي حدوث الحمل.

وبالتالي تعرض البروستاتا لأي مشكلة صحية مثل الالتهاب أو تضخم البروستاتا أمرًا في غاية الخطورة ويؤثر بالسلب على وظائفها في إنجاح العملية الإنجابية.

مرض تضخم البروستاتا وأهم أسبابه

تضخم البروستاتا الحميد هو عبارة عن حدوث تضخم في غدة البروستاتا ويُطلق عليه كذلك “ضخامة غدة البروستاتا”، وهي حالة صحية شائعة مع الرجال فوق الخمسين.

هناك الكثير من الأعراض الدالة على إصابة الشخص بتضخم البروستاتا أبرزها مشاكل في عملية التبول، كانسداد تدفق البول خارج المثانة ومشاكل متعلقة بالجهاز البولي، وكذلك زيادة نشاط الخلايا العضلية اللاإرادية في البروستاتا.

أما عن أسباب تضخم البروستاتا فربط العلماء بين حدوثه وعامل السن والشيخوخة، حيث وجدت الإحصائيات أنها تصيب الرجال فوق الستين بنسبة 60%، والرجال فوق 85 بنسبة تصل إلى 90%.

وعلى الرغم من أن السبب الرئيسي لحدوث تضخم البروستات غير معروفًا حتى الآن، إلا أنه هناك بعض آليات حدوث تضخم البروستاتا التي تساعدنا في فهم أسباب حدوث التضخم.

من آليات حدوث تضخم البروستاتا هو أن الخلايا الموجودة في أنسجة البروستاتا بعد فترة زمنية معينة تموت لتحل محلها خلايا جديدة.

والتضخم يحدث عندما يُصاب الحمض النووي لخلايا أنسجة البروستاتا بخلل ما يؤدي إلى عدم موت الخلايا القديمة في نهاية حياتها، وبالتالي تراكمها مع الخلايا الجديدة.

كذلك من الممكن أن يحدث تضخم البروستاتا لوجود إنزيم خاص في أنسجة البروستاتا يعمل على تحويل هرمون التستوستيرون إلى مركب هرموني آخر مرتبط بمستقبلات خلوية داخل البروستاتا يؤدي إلى تضخمها.

المضاعفات المُترتبة على تضخم البروستاتا

كما ذكرنا أهم المضاعفات الناتجة عن إصابة الشخص بتضخم البروستاتا التأثير السلبي على قدرته الإنجابية، حيث يتسبب تضخم البروستاتا والإلتهابات الناتجة عنه في الكثير من المشاكل التي تؤثر على الخصوبة.

على سبيل المثال الالتهابات الناتجة عن تضخم البروستاتا سنتج عنها صديد في السائل المنوي يغير من قلوية هذا السائل، وبالتالي يؤثر على حركة الحيوانات المنوية وعددها.

كما يُمكن أن يُؤدي تضخم البروستاتا في بعض الأحيان إلى إصابة الشخص بضعف القدرة الجنسية وذلك عن طريق ضعف الإنتصاب.

كما وجد أن من مضاعفات تضخم البروستاتا، كذلك حدوث التهابات في مجرى البول، وحدوث حصوات المثانة والإحتباس البولي الحاد ومضاعفات في الكلى.

تشخيص تضخم البروستاتا والفحوصات اللازمة

يتضمن تشخيص تضخم البروستاتا، الأعراض السابق ذكرها، وكذلك يقوم الطبيب بالفحص العيادي المباشر وذلك بالكشف الخارجي على منطقة العانة.

وكذلك المنطقة حولها لاكتشاف ما إذا كان هناك تضخم في حجم المثانة ناتج عن انسداداها، وكذلك فحص عام للوظائف الحركية والعصبية وفحص شرجي لتحديد حجم تضخم البروستاتا وطبيعة هذا التضخم.

أما عن الفحوصات المعملية المطلوبة، ففي الغالب يطلب الطبيب عدة تحاليل هامة:

  1. تحليل البول: والهدف منه اكتشاف وجود أي التهابات أو صديد، أملاح، دم.
  2. تحليل أورام البروستاتا: على الرغم من أن تضخم البروستاتا الحميد لا يُعتبر من الأورام الخبيثة، إلا أن التوصيات الطبية تنصح بهذا التحليل للإطمئنان في المقام الأول، والإكتشاف المبكر لأي مشاكل سرطانية في المقام الثاني.
  3. تحليل وظائف الكلى: يهدف من طلب الطبيب لهذا التحليل، التأكد من أن الكلى تعمل بشكل طبيعي، ولا يوجد أي مضاعفات بها.
  4. تقنيات التصوير الطبي: من خلال تلك التقنيات يتم تصوير البروستاتا لتوضيح حجم التضخم وحالة المثانة بشكل دقيق.
  5. عينة أنسجة: في بعض الأحيان يطلبها الطبيب وذلك للتأكد من عدم وجود أي خلايا سرطانية.

علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية

هناك الكثير من طرق علاج تضخم البروستاتا وذلك على حسب تقدير الطبيب للحالة، فهناك الأدوية والعلاجات الطفيفة وصولًا للجراحة.

والطبيب هو القادر على تحديد الأسلوب الأمثل للعلاج على حسب تشخيصه للحالة والأعراض وحجم البروستاتا والمشاكل التي تعاني منها.

حيث نجد أن هناك آليات علاج تقوم على العلاج الهرموني، وهناك آلية أخرى تقوم على تدمير الخلايا المتضخمة، كل ذلك يتم تحديده على حسب الحالة.

أما عن علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية فهو يعتبر من أحدث وأفضل العلاجات التي حققت نجاحات مُبهرة دون التأثير علىالقدرة الجنسية للمرضى بل العمل على تحسينها.

الأشعة التداخلية بدأ استخدامها منذ أكثر من 20 عامًا في علاج الأورام وخاصة أورام الكبد، حيث يتم حقن المريض بالقسطرة الشريانية لسد الشرايين المُغذية للأورام عن طريق بعض الحبيبات الطبية الدقيقة.

وبعد ذلك تم تطبيق تلك التقنية على الكثير من مشاكل الأورام الأخرى في الجسم وأبرزها أورام الرحم الليفية، ولكن مُنذ 5 أعوام تقريبًا بدأ استخدام تقنية الأشعة التداخلية في علاج حالات تضخم البروستاتا.

حيث يتم توجيه قسطرة شريانية تُشبه قسطرة القلب بالمتابعة مع أجهزة التصوير بالأشعة، لتصل إلى اشرايين المُغذية للجزء المتضخم من البروستاتا وسد تدفق الدماء لهذا الجزء.

وقد وصلت نسب عمليات علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية إلى أكثر من 90%، ونادرًا ما يتم إعادة العلجا عن طريق الجراحات التقليدية.

تقنية الأشعة التداخلية في علاج تضخم البروستاتا أمنة تمامًا ولا يوجد بها أي مضاعفات كتلك الناتجة عن الجراحات الأخرى، كما يشعر المريض بتحسن في غضون فترة وجيزة.

وتختفي الأعراض المُصاحبة لتضخم البروستاتا في غضون أسبوعين وأبرزها حالات احتباس البول، وهو الشئ الذي له مردود رائع على نفسية المريض وخاصة من كبار السن.

من مميزات علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية كذلك أنها تُحسن القدرة الجنسية للمريض وذلك عن طريق علاج التضخم في حد ذاته.

وبالتالي توقف المريض عن تناول أي أدوية كانت تؤثر على القدرة الجنسية، كما أن البروستاتا عقب العلاج تقوم بعملها بمنتهي الكفاءة وهو إفراز السائل المنوي ولو تأثرت يكون التأثر ضئيل جدًا.

علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية يتم بإحداث فتحة صغيرة لإدخال القسطرة وبالتالي تتم تحت التخدير الموضعي ولا يكون هناك حاجة للتخدير العام.

وتلك الميزة مناسبة جدًا لكبار السن الذين يكون لديهم مشكلات صحية تعيقهم من القيام بأي جراحات تتطلب التخدير الكلي وخاصة لو كانوا يتناولون أدوية لسيولة الدم.

وبالتالي كان الحل الأمثل استخدام تقنيات الليزر أو الحقن الموضعي للسيطرة على أعراض تضخم البروستاتا، ولكن يُعيبها في بعض الأحيان الحاجة إلى تكرارها في حالات الأحجام الكبيرة للبروستاتا.