بالطبع تطارق إلى مسامعنا كثيرًا مصطلح ” القسطرة ” واستخدامها الشائع في علاج الكثير من الحالات المرضية وكيف أنها ساهمت بشكل كبير في نجاح أصعب العمليات بشكل سهل دون الحاجة إلى الجراحات ومضاعفاتها الخطيرة التي كانت تُجرى في السابق، وخاصة حالات القلب المرضية، ولكن مع تطور العلم والوصول إلى تقنيات أحدث والتي كان أخرها تقنيات الأشعة التداخلية في علاج الكثير من المشاكل الطبية كالأورام والدوالي وغيرها، لعبت القسطرة الدور الرئيسي في تلك التقنيات لتفتح أبوابًا من الأمل في علاج أصعب الحالات دون جراحة أو تخدير عام أو مضاعفات خطيرة، ولكي تفهم ماهية القسطرة والفرق بين القسطرة التشخيصية والقسطرة العلاجية وكيفية استخدامها في علاج الكثير من الأمراض تابع المقال التالي.

ما هي القسطرة ؟

بمنتهي البساطة القسطرة، هي عبارة عن مُعدة طبية تُستخدم في العمليات الجراحية لتسهيلها وسرعة تعافي المريض من مشكلته الصحية دون الحاجة إلى إجراء شِق جراحي.

القسطرة عبارة عن أنبوب دقيق جدًا ومجوف من الداخل ويمتاز بالمرونة، ويتم إدخالها عن طريق فتحة صغيرة في الجسم لا يتعدى قطرها 3 مم.

وتقوم القسطرة بأكثر من وظيفة، فيمكن استخدامها لتصريف السوائل من الجسم كالبول من المثانة، أو القيح والدماء خلال العمليات الجراحية، أو السوائل التي تتجمع حول الرئتين.

كما يمكن استخدام القسطرة، لحقن المريض بالسوائل أو الأدوية، وكذلك استخدامها في ادخال أجهزة طبية دقيقة لداخل الجسم مثل المناظير.

كما يمكن استخدامها في أخذ عينات من الجسم في أصعب الأماكن، كالعينات التي تؤخذ من الأورام لدراستها وتحديد نوع الأورام.

مما تُصنع القسطرة ؟

قديمًا كانت تُصنّع القسطرة من المعادن اللينة، ولكن مع تقدم العلم تدخل الكثير من المواد الأكثر أمانًا في تصنيع القسطرة الطبية.

وأبرز تلك المواد التي يُصنع منها القسطرة، السيليكون والمطاط الطبيعي والصناعي ومادة البلاستيك، ولكن أكثر تلك المواد شيوعًا هو السليكون.

وذلك لمميزاته المتعددة وأبرزها أنه لا يتفاعل مع أيًا من سوائل الجسم، ولكن عيوبه أنه هش ويُمكن أن يتفتت وتبقى آثاره في الجسم بعد العملية.

الفرق بين القسطرة التشخيصية والعلاجية

قسطرة تشخيصية: تقوم فكرة عملها على حقن الشرايين المُصابة بالصبغة وذلك لمشاهدة الشرايين بوضوح ومعرفة أي مشكلة تعاني منها.

قسطرة علاجية: بعد التعرف على المشكلة الموجودة في الشرايين أو الأوردة، يتم إدخال قسطرة من فتحة صغيرة وحل المشكلة حسب ما تتطلبه الحالة.

حيث تستخدم قسطرة العلاجية لعلاج الأورام، وعلاج أمراض الشرايين والأوردة وذلك كالآتي:

 

القسطرة العلاجية لعلاج الأورام

يتم ذلك من خلال تقنيات الأشعة التداخلية حيث يتم استخدام القساطر الشريانية الموجهة من قبل الطبيب تحت الإسترشاد بالأشعة السينية.

حتى تصل قسطرة للورم في مختلف أنحاء الجسم ويتم إدخال قسطرة به وإما يتم حقنه بمواد مشعة أو العلاج الكيميائي، أو الإكتفاء بسد الشريان المغذي للورم ليضمُر في النهاية.

 

  • أورام الكبد الأولية والثانوية.
  • بعض الأورام التي تصيب البنكرياس وخاصة المُتقدمة منها.
  • كذلك أورام الكلى الحميدة والخبيثة.
  • أورام الرئة التي يصاحبها حدوث نزيف دموي.
  • أورام العظام المتقدمة الأولية والثانوية.
  • أورام الغدة الدرقية الحميدة والخبيثة.
  • أورام البروستاتا الحميدة.
  • أورام الرحم الليفية.

القسطرة العلاجية والأشعة التداخلية في علاج أمراض الشرايين أبرزها تلك الحالات:

  • تستخدم القسطرة في توسيع الشرايين الطرفية.
  • تركيب الدعامات الشريانية.
  • توسيع شرايين الكلى وتركيب الدعامات.
  • تركيب دعامات وتوسيع الشرايين السباتية.
  • علاج حالات الإنتفاخات الشريانية في مخلف أنحاء الجسم.
  • علاج العيوب الخلقية الدموية.
  • علاج الناسور الشرياني _ الوريدي.
  • وقف كافة أنواع النزيف الدموي.
  • علاج حالات تضخم الطحال.
  • تركيب قساطر الخاصة بالغسيل الكلوي.
  • تركيب القساطر الوريدية الطرفية.
  • تركيب القساطر الوريدية المركزية.
  • تركيب البورت الوريدي.
  • تركيب الفلتر الوريدي وإزالته.
  • تركيب الدعامات الوريدية.
  • علاج دوالي الخصية عند الرجال.
  • علاج دوالي الحوض عند النساء.
  • علاج دوالي الساقين.
  • علاج دوالي المعدة والقيئ الدموي الحاد.

أشهر استخدامات القسطرة العلاجية في تخصص الأشعة التداخلية

1- علاج البروستاتا بالقسطرة العلاجية

تمتاز طريقة علاج تضخم البروستاتا بالقسطرة العلاجية كمثل باقي العمليات التي تتم باستخدام القسطرة العلاجية بالأمان التام.

وخاصة لمن يعانون من مشاكل في التخدير الكلي ككبار السن ومرضى السكري والقلب، وكذلك تلافي المضاعفات الناتجة عن جرحات استئصال البروستاتا.

حيث كان قديمًا ينتج عن جراحة استئصال البروستاتا الكثير من المضاعفات الخطيرة، مثل التهاب المثانة، والنزيف وآلام الجرح.

ولكن مع القسطرة العلاجية وداعًا لتلك المضاعفات، حيث تُجري العملية عن طريق فتحة صغيرة لإدخال القسطرة في الشريان الرئيسي بأعلى الفخذ.

ثم يتم توجيه القسطرة، تحت الأشعة السينية قبل الشرايين المسببة للتضخم وغلقها عن طريق بعض الحبيبات الطبية الدقيقة وبالتالي منع الغذاء عن التضخم فيؤدي إلى ضموره.

يتم عمل فتحة صغيرة في الفخذ أو الرقبة لا يتعدى قطرها 2 مم، ويتم ادخال القسطرة الوريدية من خلال تلك الفتحة وتوجيهها عن طريق الأشعة السينية.

حيث يتم تحديد الأوردة التالفة من الخصية ويتم غلقها عن طريق حقن مواد طبية معينة أو لفافات معدنية خاصة لمنع الغذاء على تلك الدوالي وضمورها.

العملية يتم من خلالها علاج الخصيتين في نفس الجلسة ومن نفس الفتحة، وذلك على عكس الجراحات الأخرى التي تتطلب فتحة في كل جانب.

العملية نسبة علاجها تبلغ 95% سواءًا في علاج الألم أو تحسين حالة السائل المنوي، ولا تحتاج إلى تخدير كلي، ويخرج المريض في نفس يوم العملية.

3- استخدام القسطرة الرحمية لعلاج أورام الرحم الليفية

فكرتها بسيطة وتعتمد على قطع التغذية عن الورم الليفي الرحمي، وبالتالي ضموره وذلك عن طريق غلق الشريان المُغذي له.

حيث يتم إدخال قسطرة دقيقة من خلال فتحة صغيرة لا تتعدي 2 مم في شريان بأعلى الفخذ، وعن طريق المتابعة بالتصوير بالأشعة.

يتم توجيه القسطرة للوصول إلى الشريان المُغذي للورم الليفي الرحمي، وغلقه عن طريق حقنه بحبيبات طبية دقيقة، فينقطع عنها الأكسجين والغذاء وبالتالي ضموره.

4- استخدام القسطرة العلاجية في علاج أورام الكبد

من أنجح وأحدث طرق علاج أورام الكبد هو بالقسطرة العلاجية، وذلك إما باستخدامها للحقن الكيماوي مباشرة للورم الموجود بالكبد.

ولكن هذا النوع من العلاج يشترط أن اعتمادًا على بعض العوامل أبرزها، نوع الأورام وعددها وحالة الكبد ووظائف الكبد والحالة الصحية العامة.

وذلك لعدم حدوث أي مضاعفات، حيث لابد أن يكون الكبد حالته جيدة، وعدم معاناة المريض من أي جلطة في الوريد البابي أو تليفات بالكبد.

ولكن العلاج بتلك الطريقة قد يكون له بعض المضاعفات التي تؤثر على صحة الإنسان، وأبرز تلك المضاعفات القيء والخمول وارتفاع درجات الحرارة.

وللحد بقدر الإمكان من تلك المضاعفات المصاحبة للحقن الكيميائي لأورام الكبد بالقسطرة العلاجية، عن طريق اعطاءه منشطات للكبد لتخفيف الألم.

وأخيرا القسطره من المعدات الطبية البالغة الأهمية في علاج أخطر المشاكل الصحية المتعلقة بالقلب وكذلك الأورام ومشاكل الأوعية الدموية.

وخاصة مع تطور تقنيات الأشعة التداخلية، فالقسطرة لا غنى عنها في هذا التخصص الدقيق سواءًا للعلاج أو لأخذ العينات والعديد من الاستخدامات الدقيقة والهامة.