تعتبر أورام الكبد السرطانية من أكبر مسببات الوفاة في مصر والعالم، حيث وجدت الاحصائيات أن تليف الكبد الناتج عن الإصابة بفيروس سي هو السبب الرئيسي للإصابة بأورام الكبد السرطانية في مصر

وعلى الرغم من خطورة تلك الأورام إلا أنه بات من السهل علاجها وخاصة في حالة الإكتشاف المُبكر لها، حيث كلما كان الكشف عن الورم في بدايته كلما زادت فُرص علاجه

وذلك عن طريق متابعة المريض حالته بعمل سونار على الكبد أو تحليل دلالات أورام الكبد، وذلك في حال شكه في إصابته بمشكلة صحية في الكبد،

من خلال المقال التالي سنتكلم عن أنواع أورام الكبد وأسبابها وأعراضها، وطرق علاجها، ودور الأشعة التداخلية والنجاحات التي حققتها في علاج أورام الكبد بدون جراحة.

أنواع أورام الكبد

الكبد هو عضو في حجم كرة القدم يوجد أعلى يمين البطن، وبالتحديد أسفل الحجاب الحاجز وأعلى المعدة، ويصيبه نوعان من الأورام.

والنوع الثاني هي أورام الكبد الخبيثة والتي تنقسم بالتبعية لنوعان من الأورام :

1- أورام أولية: وهي التي تنشأ من خلايا الكبد الرئيسية “سرطان الكبد”، وهي أكثر أنواع سرطان الكبد انتشارًا.

2- أورام ثانوية: وهي أورام ليس منشأها الكبد، ولكنها تنتقل إليه من مكان آخر في الجسم كالجهاز الهضمي أو الرئة أو الثدي، ويطلق على هذا النوع من السرطان “السرطان النقيلي”.

وهذا النوع من الأورام هو الأكثر شيوعًا بالمقارنة بالأورام الأولية، ولا يُطلق عليه سرطان الكبد ولكن يُعرّف بإسم العضو الذي بدأ فيه.

على سبيل المثال يُطلق “سرطان القولون النقيلي” على السرطان الذي بدأ في القولون ثم انتشر في الكبد وهكذا.

3- توجد أنواع أخرى من سرطان الكبد مثل سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد، والورم الأرومي الكبدي ولكن تلك الأنواع أقل شيوعًا.

أعراض أورام الكبد ومسبباتها

في المراحل المُبكرة للإصابة بسرطان الكبد الرئيسي لا يعاني المريض في الغالب من أي علامات أو أعراض، ولكن مع تقدم المرض قد تظهر بعض الأعراض.

وأبرزها فقدان الوزن دون سبب واضخ، وفقدان القابلية لتناول الطعام، وكذلك الشعور بألم في الجزء العلوي من البطن، والشعور بالغثيان والرغبة في القيء.

كما يشعر مريض أورام الكبد بضعف عام والشعور بالتعب والإرهاق، وانتفاخ البطن واصفرار في لون الجلد وكذلك بياض العين يتحول للون الأصفر، كما يكون لديه براز لونه أبيض كالطباشير.

أما عن أسباب الإصابة بأورام الكبد فهي حتى الآن غير واضحة بشكل كبير، ولكن غالبًا يكون السبب عدوى مُزمنة لبعض فيروسات التهاب الكبد.

كما أوعز المُختصين أن سرطان الكبد قد يحدث نتيجة حدوث تغيرات أو طفرات في الحمض النووي لخلايا الكبد.

وتلك الطفرات يطون نتيجتها أن الخلايا تبدأ في النمو بشكل يَصعب السيطرة عليه، فتشكل في نهاية المطاف ورمًا سرطانيًا.

كيفية التفرقة بين أورام الكبد وعوامل الخطر المتعلقة بها

يتم التعرف على أورام الكبد كونها حميدة أو خبيثة عن طريق الكثير من الطرق، إما بدلالات الأورام أو الأشعة المقطعية ثلاثية المراحل، أو أخذ عينة من الكبد.

وقد وجد العلماء أن هناك بعض العوامل التي تعتبر من عوامل الخطر التي تُزيد من احتمالية إصابة الشخص بسرطان الكبد الأساسي وهي:

  • الإصابات المُزمة بفيروسات الالتهاب الكبدي سواءًا بي أو سي، حيث تُزيد تلك الأمراض من احتمالية مخاطر الإصابة بسرطان الكبد.
  • إصابة الشخص بتليف الكبد وهي حالة مرضية تتسم بالتدرج وعدم القابلية للعلاج، وهي تزيد فرص الإصابة بسرطان الكبد.
  • هناك بعض أمراض الكبد الوراثية التي تؤدي لزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكبد مثل داء ترسب الأصبغة الدموية وداء ويلسون.
  • الأفراد المصابون بداء السكري تزداد احتمالية إصابتهم بسرطان الكبد مقارنة بالأفراد الغير مصابين باضطرابات سكر الدم.
  • تراكم الدهون في الكبد الناتج عن شرب الكحول، يؤدي لزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الكبد.
  • التعرض للأفلاتوكسينات وهي عبارة عن مجموعة من السموم التي تنتج من تعفن المحاصيل التي يتم تخزينها بشكل غير جيد، وتنتقل للمنتجات التي يتم اعدادها من تلك المحاصيل.
  • الإسراف في تناول الكحوليات لسنوات يؤدي إلى إصابة الكبد بالتليف الغير قابل للعلاج، وبالتالي زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكبد.

علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية

كما ذكرنا أورام الكبد الحميدة لا تحتاج إلى علاج حيث لا يوجد لها أي أعراض أو أضرار، ولكن أورام الكبد الخبيثة هي التي تحتاج إلى علاج.

أورام الكبد الخبيثة منها أورام الكبد الأولية والتي تنشأ على شكل تليف في الكبد بنسبة 95% من الحالات، ولكن لاختيار الطريقة المثلى للعلاج، لابد من تحديد حالة الكبد وحجم وعدد تلك الأورام.

أما عن طرق العلاج فهي:

  •  زراعة الكبد وهي أفضل طريقة لعلاج أورام الكبد الخبيثة والتليف في ذات الوقت
  • عمليات الاستئصال الجراحي للأورام، ولكن تلك العمليات تتم في نطاق محدودًا جدًا، حيث لابد أن تكون حالة الكبد ممتازة وأن لا يزيد حجم الورم عن 3سم.
  • علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية ولكن يشترط أن يكون حالة الكبد جيدة، وأن لا يزيد عددها عن 3 وحجمها لا يزيد عن 7 سم.

وطرق علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية عبارة عن إما بتقنية التردد الحراري والميكروييف، أو علاج كيماوي عن طريق القسطرة، أو العلاج بالنظائر المشعة عن طريق القسطرة أيضًا.

حتى الحالات المتأخرة من أورام الكبد فتحت الأشعة التداخلية أبوابًا من الأمل، فلو كان عدد الأورام كبيرًا وكانت حالة الكبد جيدة، يمكن التحكم في نشاط الورم عن طريق النظائر المشعة مع العلاج الطبي.

والعلاج الطبي عبارة عن عقار السورافينيب الذي يقوم دوره على تثبيط عدد من الانزيمات في الخلايا، فيوقف نمو وتكاثر الخلايا السرطانية.

تعتبر تقنية الكي بالتردد الحراري من أشهر التقنيات المُتبعة لعلاج أورام الكبد، وتحقق نتائج ممتازة ومماثلة لعمليات استئصال الأورام.

ولكن تلك التقنيات تنجح مع الأورام صغيرة الحجم وكذلك هناك تقنية الكي بالميكروييف.

وتعتمد هاتان التقنيتان على إدخال ابرة إلى الورم من خلال فتحة صغيرة لا يتعدى قطرها 3 مم، ثم رفع درجة الحرارة وذلك لقتل الخلايا السرطانية.

كذلك هناك تقنية الحقن الكيماوي والتي تعتمد على إدخال قسطرة علاجية في الشريان الرئيسي المُغذي للورم، وحقنها بالعلاج الكيماوي أو حبيبات صغيرة الحجم لسد الشريان.

وتلك التقنية مناسبة عند وجود أورام في أكثر من مكان في الكبد، أو وجود أورام في أماكن يصعب علاجها بتقنيات التردد الحراري أو الميكروييف مثل الأورام التي توجد بجانب القنوات المرارية أو الأمعاء.

وهناك علاج أورام الكبد عن طريق حقن مادة مشعة من خلال القسطرة العلاجية في الشريان الكبدي، وتلك التقنية تستخدم لعلاج الأورام التي وصلت للوريد البابى أو أحد تفرعاته، وسببت جلطة ورمية به.

التقنية المتبعة في علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية يحددها الطبيب المختص على حسب الكثير من العوامل، أبرزها صحة الكبد ووظائفه ونوع الأورام وعددها والحالة الصحية العامة