أورام الرحم الليفية هي عبارة عن أورام حميدة تصيب أنسجة عضلة الرحم عند المرأة خلال فترة الإنجاب، وهي من الأورام الشائعة جدًا حيث وجدت الإحصائيات أنها تصيب أكثر من 75% من النساء خلال حياتهن.

أورام الرحم الليفية في الكثير من الأحيان لا تُشكل خطورة على حياة المرأة لأنها لا تتحول إلى أورام سرطانية، وفي الكثير من الأحيان يتم اكتشافها بالصدفة عند إجراء كشف نسائي روتيني أو فحص تصوير الأمواج فوق الصوتية لمتابعة الحمل.

يوجود أنواع من أورام الرحم الليفية لا تسبب أي مشاكل ولا يوجد لها أي أعراض على الإطلاق ولكن هناك أورام الرحم الليفية الكبيرة الحجم التي تسبب الكثير من الأعراض المُزعجة كآلام في البطن والنزيف وطول فترة الدورة الشهرية.

بشكل عام أعراض أورام الرحم الليفية تعتمد على مكانها وعددها وحجمها، وفي حال كانت تسبب لكِ مشاكل صحية لابد من التعامل معها على الفور لتشخيصها وعلاجها، وخاصة مع وجود تقنيات حديثة لعلاج أورام الرحم الليفية وأبرزها تخصص الأشعة التداخلية الذي سنتحدث عنه باستفاضة من خلال هذا المقال.

ما هي أورام الرحم الليفية وهل تؤثر على الحمل ؟

بشكل عام أورام الرحم تنقسم إلى نوعين، أورام خبيثة وأورام حميدة، والثانية هي موضوع حديثنا هنا ألا وهي أورام الرحم الليفية أو ما يطلق عليها أورام الرحم العضلي.

ذلك لأن تلك الأورام تنمو من خلايا عضلة الرحم، وتختلف من حيث الحجم والعدد وأماكن تواجدهان حيث يُمكن أن تتواجد داخل جدار الرحم أو خارجه

وتحدث أورام الرحم الليفية بنسبة حوالي 40% للنساء في المرحلة العمرية ما بين 30 و50 عام، وعادة ما يصاحبها حدوث نزيف مهبلي وآلام شديدة في البطن.

بشكل عام لا يوجد سببًا معينًا لظهور أورام الرحم الليفية ولكن أوعز العلماء أنه يمكن أن يكون ذلك له علاقة بزيادة هرمون الأنثوي “الأستروجين”، وأعراض أورام الرحم الليفية متعددة، مثل النزيف وآلام الظهر وأسفل البطن، وزيادة حجم البطن بشكل غير طبيعي، ولكن من أهم الأعراض المترتبة عليها تأخر الحمل والإجهاض.

حيث توصلت الدراسات الحديثة أن إصابة المرأة بأورام الرحم الليفية من العوامل الرئيسية لتعرضها للإجهاض المبكر والمتكرر وتأخر الحمل، وذلك على حسب مكان تواجد أورام الرحم الليفية داخل الرحم، ففي حال كان الورم موجود مكان الجنين أو في قنوات فالوب أو في عنق الرحم فإنه سيعيق حدوث الحمل.

كما أن تواجد الورم داخل تجويف الرحم في حال حدوث الحمل بالفعل يُمكن أن يضغط على الجنين فيتسبب في توقف نموه وبالتالي حدوث الإجهاض في المراحل المتقدمة من الحمل،وبالتالي لابد من استشارة الطبيب لسرعة علاج الأورام الليفية وإزالتها حتى لا تؤثر على الحمل أو حدوث فُرص الحمل، كما أنها يمكن أن يترتب عليها الكثير من المضاعفات الخطيرة.

حيث أن أورام الرحم الليفية لكبيرة الحجم يُمكن أن تضغط على الأعضاء المجاورة للرحم كالقولون والمثانة والمستقيم، وتسبب الكثير من المشاكل الصحية لذلك لابد من سرعة إزالتها. وللمزيد من المعلومات عن اورام الرحم الليفية اضغط هنا.

أعراض أورام الرحم الليفية وكيفية تشخيصها ؟

يصاحب إصابة المرأة باورام الرحم الليفية عدة أعراض لابد من الانتباه لها وسرعة استشارة الطبيب لتشخيصها وعلاجها وأبرز تلك الأعراض:

  •  شعور المرأة بآلام متكررة في منطقة الحوض في أوقات بعيدة عن موعد الدورة الشهرية، وذلك لضغط الأورام على المنطقة المُحيطة بالرحم.
  • كما أن كتلة الأورام الليفية تؤثر على أجزاء أخرى من الجسم، وخاصة لو كانت كبيرة الحجم وخاصة في الجانب الخلفي السفلي من الرحم، وهو الأمر التي يترتب عليه شعور المرأة بآلام أسفل الظهر.
  • من الممكن أن تتسبب الأورام الليفية في الضغط على أعصاب العمود الفقري المُرتبطة بشكل مباشر على الساقين، مما يُشعر المريضة بآلام في الساق.
  • حدوث نزيف مهبلي شديد ومُطول خلال الدورة الشهرية وقد يستمر لفترة بعدها، ويصاحب نزوله آلامًا شديدة.
  • قد ينتج عن إصابة المرأة بأورام الرحم الليفية حدوث إمساك، وذلك لأنها قد تضغط كتلتها على المُستقيم وبالتالي تؤثر بالسلب على وظائف الأمعاء في الجسم.
  • أورام الرحم الليفية الكبيرة الحجم والمتعددة والموجودة خارج الرحم قد تتسبب في انتفاخ البطن وكِبر حجمه.
  • في حال كانت الأورام الليفية كبيرة وتضغط على الأجهزة المُحيطة بالرحم، كالمثانة وبالتالي يُمكن أن تتسبب في ارتفاع معدلات التبول وخاصة ليلًا.
  •  التأخر في الحمل أو لإجهاض المتكرر وخاصة في الثًلث الأول من الحمل.

عند الذهاب للطبيب عند ملاحظة أيًا من الأعراض السابق ذكرها، يقوم الطبيب بتشخيص الحالة إما بالكشف الطبي الروتيني باستخدام الكثير من أساليب الأشعة لتحديد مكانه وحجمه وأعداده.

حيث يتم الكشف بالموجات الصوتية إما عن طريق استخدام مجس على البطن والحوض وهو مناسب للفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج.

والطريقة الثانية الكشف عن طريق مجس السونار المهبلي وهو المناسب للمتزوجات ويُعتبر الأكثر دقة للكشف عن أورام الرحم الليفية حتى صغيرة الحجم منها.

وكذلك هناك طريقة الكشف عن أورام الرحم الليفية باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي التي تعتبر الأفضل والأدق حاليًا، في تحديد حجمها وأماكنها وأعدادها بدقة عالية.

كما توجد طريقة التشخيص باستخدام الأشعة بالصبغة على الرحم وقنوات فالوب، وكذلك هناك طريقة تُسمى التنظير الرحمي، الذي يقوم الطبيب بإدخال منظار مضاء من عنق الرحم ونشر سائل ليتمكن من فحص الرحم وقنوات فالوب. 

كيفية علاج أورام الرحم الليفية بالأشعة التداخلية أو قسطرة الرحم ؟

علاج أورام الرحم الليفية بالأشعة التداخلية أو ما يُسمى بقسطرة الرحم، يُعتبر من أنجح طرق علاج أورام الرحم الليفية بدون جراحة أو الإضطرار إلى استئصال الرحم.

حيث تقوم فكرة عمل القسطرة الرحمية على قطع التغذية والأكسجين عن الورم الليفي الرحمي ليَضمُر في النهاية.

حيث يقوم الطبيب بإدخال القسطرة وهي عبارة عن أنبوب بلاستيكي رفيع جدًا من خلال فتحة في أعلى الفخذ لا يتعدى قطرها 3 ملليمتر.

وعن طريق أجهزة التصوير بالأشعة يتم توجيه القسطرة داخل الشريان الرئيسي في الفخذ لتصل إلى الشريان المُغذي للورم الليفي.

فيقوم الطبيب من خلال القسطرة بحقن الشريان المغذي للورم الليفي بحبيبات دقيقة لغلقها وبالتالي قطع عنها الأكسجين والغذاء وبالتالي ضموره والتخلص من الأعراض المرضية الناتجة عنه كالنزيف وغيره.

الأشعة التداخلية لعلاج أورام الرحم الليفية وصلت نسب نجاحها إلى أكثر من 90%، حيث توقفت كافة الاورام الليفية عن النمو وتم القضاء عليها بعد العلاج.

كما توجد الكثير من التقنيات الخاصة بعلاج أورام الرحم الليفية بالأشعة التداخلية الأكثر حداثة، مثل تقنيات الليزر والتبريد التي تهدف إلى القضاء التام على الورم الليفي.

وبالتالي علاج أورام الرحم الليفية بالأشعة التداخلية يقيكِ من الجراحة التقليدية ومضاعفاتها الخطيرة، كل ذلك تحت التخدير الموضعي دون الحاجة للتخدير الكلي.

كذلك من أهم مميزات علاج أورام الرحم الليفية بالأشعة التداخلية عدم الحاجة لإحداث شق جراحي كبير، حيث تتم العملية بإحداث فتحة صغيرة لا تتعدي 3 ملليمتر.

هناك بعض الحالات التي يحدث خلال الجراحة التقليدية لإزالة الاورام الليفية الحاجة إلى استئصال الرحم بشكل كامل، وذلك في حدوث مضاعفات خارجة عن السيطرة، وهذا ما لا يمكن حدوثه في عملية القسطرة الرحمية.

الجراحة التقليدية قد ينتج عنها التهابات في الرحم أو التصاقات في قنوات فالوب، أو حدوث عدوى ونزيف وغيرها من المضاعفات التي تقل نسبتها بشكل كبير مع عملية القسطرة الرحمية.

العلاج بالقسطرة الرحمية من الطرق العلاجية المناسبة لبعض الحالات التي لا تستطيع أن تخضع للتخدير الكلي، كما أن من النادر عودة الأورام الليفية مرة أخرى بعد غلق الشريان المُغذي لها.